قصة الفقير الذي تصدق على الفقراء كاملة
انت في الصفحة 2 من صفحتين
بالأحجار في
العمق وكأنه ينتقم من البحر للكنوز التي فيه.
وكان يملئ الكيس الذي بحوزته بالرمال والقواقع وغيرها وقال
سأعود بها بدل الطعام للبيت حتى أتذكر خيبة أملي.
لم يكن معه أحد على ذاك الشاطئ عدى رجل كبير في السن
يجلس وحيدا بجانب سيارته الفارهة إلا أن سعد لم يدر له بال
ولم يلتفت له وبينما هو منعزل مع أفكاره إذ به فجأة يسمع صوت
المسن ينتفض على الأرض ويتلوى في مكانه من شدة الألم
وكأنه مخټنق ذهب إليه بسرعة ليسعفه إلا أنه لم يعرف علته.
فسأله ما حل بك يا سيدي وماذا تريد
لكن الرجل لم يستطع الكلام وكان يضع يده فوق عنقه
احتار في أمره والټفت يمينا شمالا وقام يبحث في سيارة
الرجل عله يجد ضالته كدواءه أو ما يساعده.
ببخ الدواء في فمه وأسعفه حتى تعافى الرجل بعد أن كاد أن
يودي بحياته قام الرجل يشكر سعد على ما فعل ويمتدحه
لمساعدته ومرؤته جلسوا بعدها يتحدثون مع بعضهم
فأخبره سعد بقصته وقلة يد العون وقلة المال وقلة العمل
وقصة الطعام الذي أعطاه للعائلة بينما عائلته جائعة أيضا
ثم عاد وأخد كيسه الأسود معه ولم يجد الرجل إذ يبدو أنه رحل
فعاد سعد أيضا قاصد بيته وهو منكسر مجبرا على رؤية عائلته
الذين يعيلهم وهم جياع.
وفي طريق عودته توقف في أحدى الشوارع التي توقف بها المارة
أيضا لفتح إشارة المرور فشعر وكأن الكيس قد تبدل مافيه
ففتح الكيس فوجد به ثلاث أظرف وورقة بيضاء.
المليئة بالمال ففتحها غير مصدق وإذ بها أموال طائلة جدا وكأنها
أموال العالم بيده ظل سعد يلمسها ويمعن النظر فيها جيدا فهذه
المرة الأولى التي يرى فيها نقودا بهذه الكثرة.
ذهب إلى المطعم مباشرة وأشترى أطباقا وأطعمة من كل الوجبات
التي تقع عليها عينيه وذهب إلى بيته سريعا وكأنه يركب طائرة ودخل
وسلمها كل المال عاشت الأسرة بعدها أيام سعيدة لم تكن تحلم بها
حتى عوائل الطبقات المخملية إلا أن سعد لم يعجبه ما كانت تفعله
زوجته من تبذير للمال يمينا ويسارا على أشياء تافهة بسيطة لا تستحق
ولا تحتاجها وكان يكلمها باستمرار وينصحها بعدم الاسراف في الأموال
في أحد الأيام عادت الزوجة من السوق تحمل بين يديها الكثير من الذهب
ما أثار ڠضب سعد كثيرا وصړخ عليها يوبخها ماذا تفعلين ولما كل هذا
التلاعب بالمال ولماذا لا تشكرين الله على هذه النعمة !
بدلا من تبذيرتها فلماذا لا تتصدقين بها على الفقراء والمحتاجين
ألا
تعلمين بأن هناك من لا يأكل ولا يشرب ولا يجد قطعة خبز صغيرة
حتى في القمامة مثلما كنا في الماضي !
قالت له غاضبة عندما كنا بحاجة إلى المال لم يعطينا أحد !
فلماذا تريدنا الآن أن نعطي الآخرين
أخذ كل المال من زوجته بعد أن مل من غطرستها ورعونتها
وخرج من البيت وسط صړاخها أرجوك يا زوجي عد بالمال
أرجوك أرجوك أرجع ! لا نريد أن نعود كما كنا.
إلا أن سعد لم يهتم لها ركب سيارته الجديدة وفي خلده ذلك
الصبي البائس الذي قابله قبل وقت فذهب إلى بيتهم وطرق
بابهم حتى فتح له الصبي الذي كان يدفع والده في كرسيه
المتحرك فأعطاهم كل المال الذي بحوزته ورحل وهو سعيدا جدا بتصدقه على تلك العائلة الفقيرة.