قصة الفقير الذي تصدق على الفقراء كاملة
انت في الصفحة 1 من صفحتين
يروى عن رجلا فقير ومعدم الحال يدعى سعد كان سعد متزوجا
ولديه طفل صغير ولا يملك وظيفة ولا شهادة فقد كانت تمر
عليه أيام هو وأسرته لا يجدون ما يأكلوه إلا فتات أو قرص شعير صغير
وفي بعض الأحيان كانوا يساعدونه أخوته بإعطائه بعض المال
وبعض الاحتياجات الغذائية.
إلا أنه في أحد الأيام المشؤومة عليه إذ تخطى يومهم الثالث
الجوع وزوجته هي الأخرى راحت تصرخ عليه لينهض ويتحرك
ويذهب ليحضر ما يأكلونه فقامت تهدده بترك المنزل والعودة
إلى دار أبيها التي عاشت فيها عزيزة مكرمة تأكل أشهى الأطباق وألذ الأطعمة.
خرج سعد تائها في حيرة لا يعلم لمن يذهب وماذا يفعل وإلى من يشتكي
وأي باب يطرق فمعظم أقربائه ومن يعيشون في الحي معه
ذهب على استحياء في ذلك اليوم إلى صديق له يعرفه منذ الصغر
ولشدة الحاجة طلب منه بعض المال وبالفعل لم يبخل عليه صديقه
بذلك بل أعطاه مبلغ كبيرا يغنيه لثلاث أيام بلياليها فشكره كثيرا
ووعد برد المال حال توفره معه.
ودون تفكير أو تردد ذهب إلى المطعم فرحا سعيدا وأشترى الكثير
والكثير من الطعام. وفي أثناء عودته إلى منزله سيرا على الأقدام
في القمامة عن بقية طعام فاسد ربما رماه أحدهم بعد أن أكتفى
بنصفه إلا أنه لم يجد وما أن رأى الطفل سعد حتى ذهب إليه
مهرول وقال له أرجوك يا عم أعطني بعض مما لديك
فأمي وأبي وأخوتي لم يأكلوا منذ مدة !
ولكن صړخ عليه سعد وقال أذهب هيا أذهب من هنا.
تركه سعد وأبتعد عنه قليلا ومشى ومشى خطوات ثم توقف فجأة
فقد يكون هذا الطفل أشد حاجة مني ومن عائلتي بهذا الطعام.
فرجع سعد إليه وأعطاه قطعة كعك وقال له أين هو بيتكم أيها الصغير
فذهب معه إلى بيته وعندما دخل دهشت عيناه مما رأت
أب مقعد وأم مريضة وست أطفال صغار يتقاتلون على قطعة
خبز يابسة فلم يتمالك دموعه التي انهمرت من عينيه مرغما
ما بيده من طعام في بيتهم وخرج تسابقه دموعه حاملا كيسه الفارغ معه.
عاد إلى بيته لكنه حينما وصل إلى عتبة بابه لم يستطع الدخول لم
يمتلك الجرأة على ذلك لا يحتمل نظرات الجوع في عين أسرته وكيف
ينظر إليهم ولم يعد لديه ما يعطيهم فذهب إلى البحر هناك وتوقف بعيدا
فيحلم بالكنوز التي في قعره لعلها تأتي في يده بالصدفة أو يحالفه
حسن الحظ. ظل في حيرته متوقفا يشتكي همه لربه أمام ذلك للبحر
بلا صوت يتمشى قليلا على رمال الشاطئ ويرمي